درء أخطار السيول.

تعتبر الكوارث الطبيعية من أخطر التهديدات التي تواجه البشر حيث تخلف سنويا الكثير من الخسائر البشرية والمادية، وأصبح التعامل معها من القضايا التي تؤرق الدول والمجتمعات الدولية خاصة في الدول النامية. وتعد السيول من أشد الأخطار الطبيعية التي تتأثر بها المنشآت العمرانية وشبكات الطرق بالمناطق الصحراوية الجافة وشبه الجافة والتي تتصف بقلة الأمطار وتذبذبها زماناً ومكانا، لاسيما وأن السياسات العمرانية قد أهملت هذا الجانب في معظم مدن المملكة العربية السعودية، حيث تعاني العديد من المدن من الزحف العمراني على حساب الأودية ومجاري السيول وطمس معالمها (المركز القومي لبحوث الماء، 2010) إن معظم الدراسات السابقة في مجال مخاطر السيول لم تستطيع أن تنجح في توضيح المخاطر التي تواجه المدن بشكل دقيق تساعد أصحاب القرار على إدارة المخاطر. ولعل السبب يرجع إلى طمس المعالم الطبيعية للشعاب والأودية خلال فترات زمنية متعاقبة. إن عملية إدارة مخاطر السيول تشتمل على عدة مراحل منها مرحلة معرفة الخطر والتنبؤ بحجمه ومرحلة التعامل معه أثناء الحدث ومرحلة تحديد الأضرار وتحديد الفترة الزمنية للتعافي منها، ومن ثم تأتي عملية حصر المخاطر لدراستها وإيجاد حلول دائمة لها وتحديد أولوياتها. إلا أن تلك العمليات لا بد أن تترافق مع توفير بيانات ومعلومات صحيحة ودقيقة تكون على صيغة تقارير ورسوم بيانية وخرائط تساعده في تقدير الاحتياجات المستقبلية وبناء برنامج متكامل لدرء تلك المخاطر. إن عملية جمع البيانات والمعلومات وتحليلها للوصول إلى نتائج وتقارير دقيقة يعتمد عليها